(بسم الله الرحمن الرحيم))
********
ما بين كل شئ و نقيضه
هناك...... مسااااااااحات
فما بين لهيب جهنم و نعيم الجنة هناك
مساحات ( اصحاب الأعراف )
وهم أناسٍ على الاعراف واقفون تساوت حسناتهم
مع سيئاتهم ، ينتظرون امر الله فيهم
إن شاء عذبهم و إن شاء عفا عنهم
فجاهد على الا تكون مع هؤلاء ، و احرص
على ان تزيد حسناتك عن سيئاتك لان وقفة
الحساب جد رهيبة و اهوالها حقا شديدة
*******
و ما بين الألف و الياء هناك مساحات
حروف كثيرة بمفردها تقل معناها و اذا
تشبكت ظهر مغزاها
تُذل اقوام
( ح ر ب ) ، ( ظ ل م ) ، ( ف ق ر)
و ترفع أقوام
( س ل م ) ، ( ع د ل ) ، (ق ن ا ع ة )
تُحزن اقوام
( ف ش ل ) ، ( و د ا ع ) ، ( م و ت )
و تُفرح اقوام
كتلك التى سوف اعرضها عليكم و التى خطها
صاحبها فتشبكت فكونت كلمات للمتامل فيها
و فى معانيها ينطق و يقول اقل ما يقال عنها
انها تكتب بماء الذهب ، هى كلمات لاخ فاضل
نحسبه على خير ، بقلم / راجى سحاب
هذيان من مساحاتى !!
*******
بين السّواد القاتم ، و البَيَاض النّاصع
مساحاتٌ رماديّةٌ ،،
قد تشكو حيناً من الصّراعِ ، و الخوف ، والرّهبة ،،
و قد تحمِلُ حيناً الحُبّ ، و الجَمال ، و الرّغبة ..!!
*******
بينَ سوادِ المدادِ ، وبياضِ الورقة ،،
مساحاتٌ رماديّةٌ من البوح ..!!
أوراقٌ يُغتَصبُ طُهرُها ، و بياضُ النقاءِ فيها ،
بسوادِ فكرٍ مُنحرف
أو ثورةٍ جامِحةٍ ،
أو عقيدةِ كفرٍ و إلحاد ،،
فتمضي على وجلٍ ، وفي خجل ، مُنكّسة الرأسِ ، مكلّلةً بالعار ..!!
و أوراقٌ تزيل من النّفس سواد الجهلِ ،
و تفتح بسِحرها مغاليق الفكر
و تشِعّ في الآفاق ضوءاً به يهتدي السّاري ،،
و يستنيرُ كلّ مُدلجٍ ، لحروفها قارئ ..
*******
بين سوادِ إِنسانٍ ،، و بياضِ آخر ،،
مساحاتٌ رماديّةٌ من العنصرية ..!!
لسانُ حالِ غرور و ظلمٍ ، يتحدّث :
قف مكانَك أيّها العبدُ الملثم بالسّواد ،
أنت َ صِفرٌ ، وفقرٌ ، وعُهر ..
أنتَ مرضٌ ، و جهلٌ ، وذلّ ..
أنتَ فناءٌ ، وعارٌ ، و خبث..!!
أنت مجرّدُ نكرة مبهمة ، عصيّة التعريف على قوانين ( الحريّة )
لا لشيءٍ إلا لأنّك خُلقتَ مكلّلاً بالسواد ،
و خلق ( الأحرارُ ) مجلّلين بالبياض ..!!
********
بين سوادِ الدّرهم ، وبياضِه ،
مساحاتٌ رماديّةٌ من الكدح ..!!
ركضٌ محمومٌ خلف القوت ،
ومشيٌ في مناكبها لتحصيل رزقٍ بالتّكاسُلِ قد يفوت ،
غنىً فاحش ، ونفوسٌ غدت بالطّمع أشدّ سواداً من ليل ،،
أو فقرٌ مدقع ، ووجوهـ تشرّبت بياض النّهار ،،
فلبِسَت ملامُحها شحروبَ الموتى ..!!
*******
بينَ سوادِ شعرةٍ ، وبياضِها ،
مساحاتٌ رماديّةٌ من العمر ..!!
أيّامٌ تمرّ ، وسنينٌ تركضُ إلى حتفِها ،
نفوسٌ غافلة ، في ميادين الهوى لاهية ،
و نفوسٌ أخرى مشفقة ،
عن زُخرُف دنياها متجافية ،،
أرواحٌ بعد ذلك برزخيةٌ هائمة ،،
في نعيمٍ أبديّ ، راضية ،
أو عذابً سرمديّ ،
تردد : ليتها كانت القاضية ..!!
********
بين سوادِ الكذب ، وبياضِ الصّدق ،
مساحاتٌ رماديّة من الاحتيال ..!!
كاذبون نحنُ ، ولااستثناء
نمارسُ الكذب ، ثمّ نعتذر إلى مبادئنا
قائلين : نحنُ لا نكذب، ولكن نتجمّل ..!!
أو نصبِغُ أكاذيبنا السّوداء بقشرةٍ بيضاء
ليسهل مرورها تحت أعين البسطاء ..!!
و لنخفّف على نفوسنا وطأة الذّنب ،
و تأنيب الضمير ، في الجهر ، و الخفاء ..!!
و تبقى المساحاتُ الرّمادية
، بين السّواد
و البياض ،
أكبر من أن يحدّها خيال ..!!
*******
نقطة على آخر السّطر :
قال خطّاط :
ولي خـــطّ ، وللأيّام خـــطٌ
وبينهــــما مُخالفـــــةُ المِدادِ
فأنقُشـــُه سواداً في بياضٍ
و تنقُشُهُ بياضًا في سوادِ !
تحياتي ، وحبّـــي ،
**************