مقالٌ نشر في مجلةٍ ثقافيةٍ عربيةٍ، واسعة الانتشار عن الجريمة في المجتمعات الغربية: ففي عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثلاثةٍ وتسعين، وقعت في بلدٍ من أقصى الغرب، أربع ملايين وأربعمئة ألف جريمة، بين قتلٍ، واغتصابٍ، وسرقةٍ، في بلدٍ واحد، من بين هذه الجرائم، أربعة وعشرين ألف وخمسمئة جريمة قتل، أعدم من هؤلاء الذين قتلوا، ثلاثٌ وثلاثون مجرماً ، ومليون ونصف مجرم، تضمهم سجون هذا البلد .
قال: تزداد جرائم المراهقين بسرعةٍ هائلة، فالمراهق يقتل إنساناً، من أجل شراء حذاءٍ رياضي، أو من أجل الحصول على سترةٍ جلدية .
أجري إحصاءٌ في هذا البلد، أجرته مجلةٌ واسعة الانتشار هناك، طرحت هذا السؤال على آلافٍ مؤلَّفة من الناس، هل تخافُ الجريمة؟ فكان ثمانيةٌ وسبعون بالمئة, قالوا: نشعر بالخوف ونحن في بيوتنا، وثمانون بالمئة, قالوا: نخشى التجول في الشوارع ليلاً، وأربعون بالمئة, قالوا: إنَّ حماية الشرطة وحدها لا تكفي، وثلاثون بالمئة يحتفظون بأسلحةٍ، للدفاع عن أنفسهم، هذا مجتمع التفلُّت، هذا مجتمع العِلمانية، هذا المجتمع الذي لا يحكمه دين، ولا رادع، ولا هدف مقدس .
إحدى الأمهات قالت للمحامي: أرجوك، دعهم يسجنوا ولدي، فأنني على الأقل أعرف أين هو؟ .
طرق طالبٌ أجنبي باب منزلٍ خطأً، فكان الجواب: رصاصةً استقرَّت في رأسه، لأن صاحب المنزل خائف .
ذاك البلد خصص ثلاثمئة مليار من عملته الصعبة لمنع الجريمة، عشرة مليارات لبناء السجون، وثمانية مليارات وثمانمئة مليون، لتجنيد مئة ألف شرطي، وسبعة مليارات، لتمويل برامج اقتصادية واجتماعية،
أيها الأخوة الكرام, يجب أن نشكرَّ الله كثيراً، على نعمة الأمن في بلدنا، يجب أن نشكرَّ الله كثيراً، على أنَّ أحدنا يتجول طوال الليل، وهو مطمئن، يجب أن نشكرَّ الله كثيراً، على أنَّ أحدنا إذا دخلَّ بيته، ينام آمناً، مطمئناً، هذه نعمةٌ لا يعرفها إلا من فقدها، هي بسبب بقايا التدين، لا أقول: التدين الحقيقي، بقايا ما في النفوس من عاداتٍ أساسها الدين .
أيها الأخوة الكرام, من أقام مع المشركين برئت منه ذمة الله .
أقم في بلدٍ تقام فيه شعائر الدين، أقم في بلدٍ، فيه بقيّة حياء، فيه بقية خجل، فيه بقية وفاء عهد .